عدنان البابلي: اثارت دعوة الرئيس الليبي معمر القذافي باستدعاء نموذج "الدولة الفاطمية" من التاريخ داعيا الى بعثها لقيادة )الأمة ( الكثير من الاسئلة لمؤيدين ومعارضين، وعلى رغم ان البعض ينظر الى تصريح القذافي كواحد من تداعيات التجاذبات السياسية بين النظام الليبي والرياض وايران وحزب الله ومنظمة امل، الا ان كثيرين يأولونه الى مد شيعي يتمثل في نفوذ ايراني يتمدد في المنطقة، وارادة سياسية يمثلها حزب الله وحركة تمرد في اليمن بقيادة الحوثي واستقطاب شيعى في مصر والمغرب والجزائر والسودان والبحرين.
ودعا بعض ممن التقتهم ( ايلاف ) القذافي الى اعلان ( شيعيته ) على خطى اسماعيل الصفوي الذي نجح في تحويل الايرانيين عن المذهب السني حيث تحولت الغالبية العظمى الى المذهب الجعفري.
ويرى اية الله ( محمد الصدر) وهو امام شيعي يقيم في المملكة المتحدة ان دعوة القذافي دعوة حق وهو يؤيده في ما ذهب اليه، ويرى ان القذافي صادق في دعوته وليس فيها رياء داعيا اياه الى دعوة الليبيين لان يسلكوا طريق الحق على حد تعبيره.
لكن ( سيد حيدر الوائلي ) وهو مدرس عراقي وتخرج في كلية الفقه في بغداد يرى ان الدعوة تدخل في خانة اللعبة السياسية وعلى رجال الدين ان لايلتفتوا اليها.
والجدير بالذكر ان ( احمد النفيسي ) وهو مفكر مصري قال
إن المصريين لم تتح لهم فرصة المعرفة لكي يختاروا، وما زال حب أهل البيت ساكنا في وجدانهم على الرغم من كل محاولات التزييف التي مورست ضد هذا التوجه.
ويقول ان التشيع في مصر كالنبتة الصغيرة إذا تركناها دون رعاية فسوف تذبل وتموت.
غير ان الزعيم الشيعي ( محمد الدريني ) رئيس مجلس رعاية آل البيت في مصر صرح لوسائل الاعلام أنهم سيتقدمون بطلب لإنشاء حزب شيعي إذا وجدوا تجاوبا من الدولة، ويقترح تسميته ( حزب الغدير).
وتحدث عن وجود حوالى مليون شيعي متسترين وراء 76 طريقة صوفية.
لكن (جمال قادر ) وهو مصري التقته ( ايلاف ) في المملكة المتحدة يرى ان المصريين يحبون أهل بيت النبي وتجسد ذلك في الأضرحة كضريح الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وهي مراقد شيعية حسب رأيه.
ويضيف: ان دعوة القذافي ليست جديدة ذلك انه مع ظهور اول دولة شيعية في بلاد المغرب وهي الدولة الفاطمية
وإنشاء جامع الأزهر فان الفقه الشيعي انتشر في مصر وبلاد المنطقة.
لكن ( صدوقي حسني) يصف دعوة القذافي بانها مزاجية
ويقول ليس للشيعة وجود حقيقي في مصر لكن هناك محاولات لجذب الشباب عبر وسائل دعم مادي في المناطق الفقيرة في القاهرة، إضافة إلى مدينة السادس من أكتوبر التي يجتمع فيها أكبر عدد من الطائفة الشيعية العراقية في مصر. وينظم هؤلاء رحلات مجانية أسبوعية لزيارة مساجد آل البيت في السيدة زينب أو الحسين أو أبو العباس المرسي وغيرها من المساجد.
وفي حسينية في لندن التقت ( ايلاف ) شهاب مولة وهو مصري يؤيد ماذهب اليه الدكتور (احمد النفيسي)احد اقطاب الحركة الشيعية المصرية الذي يقول ان ان مصر دولة شيعية في الأصل ثم تحولت إلى المذهب السني.
لكن( قادر احمد ) يرى ان هذه التقولات لاتستند الى حقائق تاريخية ويرى
ان ما نسمعه من التشيع المصري اكذوبة وان الدولة الفاطمية سمحت بوجود أربعة مذاهب اثنين شيعة هما الإسماعيلي والإمامي واثنين سني وهما الشافعي والمالكي.
وان المذهب السني هو مذهب الاكثرية على مر التاريخ.
وفي السودان حذر وزير الإرشاد السوداني عصام أحمد البشير من سرعة انتشار التشيع في أوساط الشعب المسلم السوداني، متهماً جهات وقوى اجنبية بالترويج للمذهب.
ونقلت الوكالة الاسلامية تشيّع شاب سوداني يدعى(منتصر أحمد النور) حيث قابلت أسرته وأصدقاءه وزملاء الدراسة، قناعاته الشخصية بقدر من التفهم.
ونقلت صحف سودانية تشيع قرى سودانية باكملها الى الحد الذي طالبت فيه جهات بإغلاق الجناح الإيراني في معرض الكتاب في الخرطوم، بدعوى عرض كتب شيعية.
وتشيع منتصر في عام 1989 بعد قراءة كتب شيعية أقنعته بهذا المذهب.
ويقول ( خالد اسيمرة ) وهو سوداني انه اتبع المذهب الجعفري ولم يعد الامر سرا مما يدل على ان المجتمع بدأ يستوعب ذلك.
ولايؤيد (محمد بوعلية ) وهو جزائري ماذهب اليه القذافي، على رغم انه تحول الى المذهب الشيعي ويقول ان جزائريين تشيعوا في السنوات الأخيرة لكن استدعاء الدولة الفاطمية امر مبالغ فيه.
ويتجلى الحضور الشيعي في المغرب في ثلاث جمعيات شيعية ثقافية معترف بها وهي "الغدير" و"البصائر" و"التواصل"، تنحصر في مدن الجزائر العاصمة، باتنة، سطيف، تيارت، سيدي بلعباس.
لكن( شيخ ابو عيدة ) وهو اصولي جزائري يقيم في بريطانيا قال ل( إيلاف ) إن ثمة عوائق أمام انتشار المذهب الشيعي في الجزائر منها المناعة الفكرية التي زرعتها التيارات المتطرفة في العقول.
ويرى ان دعوة القذافي لعبة سياسية، ولاينظر اليها بجدية من قبل المفكرين ورجال الدين وحتى السياسيين.
لكنه يعترف ان النفوذ الفكري الشيعي ينمو بدرجات في البلاد المغربية.
وتشيعت ( وداد ) كما صرحت ل( العربية نت ) في رمضان 2003، بسبب العنف الذي عانت منه البلاد لسنوات عديدة على يد "جماعات سلفية" متطرفة والمجازر التي ارتكبت بحق "الأبرياء" كما تقول.
ويقول المشرف على شبكة "شيعة الجزائر" أن بيوتا بكاملها دخلت في التشيع.
وحديث التشيع في سوريا ذو شجون، فجولة ( ايلاف ) في شوارع دمشق ولاسيما في السيدة زينب ومناطق اخرى يسكنها العراقيون بينت ان صور الامام الخميني والخامنئي وحسن نصر الله ترفع الى جانب صور الرئيس السوري بشار الاسد وفي السيدة زينب ومناطق اخرى يبدو المد الشيعي جارفا متمثلا في الشعارات المرفوعة والحسينيات المنتشرة.
ويروي ( سليم حسين ) وهو عراقي يقيم في دمشق ان التجرية الدينية في سوريا سمحت بتوسع النفوذ الشيعي كما وجد ان اهل الشام غير متعصبين، ويقول انه يعرف العديد من السوريين والفلسطينيين ممن تحولوا الى المذهب الجعفري.
لكن (ن. حسام) يجد ان الامر يجري تحت اشراف الحكومة السورية بالتنسيق مع ايران وحزب الله، وسألته (ايلاف ) عن الدليل، فاجاب انه يفتقد الى الدليل المادي لكنه يشعر بذلك.
والجدير بالذكر ان (علي صدر الدين البيانوني ) المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سوريا قال في تصريحات إعلامية
إن السفارة الإيرانية تقود هذه العملية مقابل دفع مبالغ مالية لكل من يتخلى عن مذهبه السني ويلتحق بالمذهب الجعفري.
ويرى ( سلوم ابراهيم ) من الرقة ويقيم في هولندا
ان الطائفة الشيعية اسست كلية للشريعة، يدرس فيها الطلاب أسس ومبادئ التشيع.
وهناك حزب ( جمعية المرتضى ) الذي يمارس فعاليات دينية باسم المذهب الجعفري.
والباحث (عثماد حمدي ) وهو تونسي يقيم في المملكة المتحدة يؤيد ماذهب اليه القذافي داعيا الرئيس الليبي الى اعلان تشيعه، لكي يتحول الشعب الليبي الى المذهب الجعفري كما فعلها اسماعيل الصفوي في ايران حين استطاع بدعوته للتشيع من تحويل الشعب الايراني الى المذهب الجعفري.
والتقت ( ايلاف ) توفيق الخفاجي الذي قال ان هناك خلايا شيعية وان محمد التيجاني السماوي أحد الدعاة الذين انتقلوا من المالكية إلى التشيع.وللسماوي تصريح حول الحرية الدينية في تونس حيث يقول لا يوجد في تونس أي تعصب سياسي أو ديني، لأن الدولة أعطت الحرية لكل إنسان بأن يكون شيعيا أو سنيا أو حتى شيوعيا.